المحتوى:
-
Interner Link: 1. معلومات مرجعية
Interner Link: 2. تعريف تعليم المواطنة
Interner Link: 3. النظام البيئي لتعليم المواطنة غير الرسمي
Interner Link: 4. البيئة القانونية (التشريع والسياسات)
Interner Link: 5. الجهات المعنية
Interner Link: 6. التحديات
Interner Link: 7. الحواشي
1. معلومات مرجعية
يُعَدُّ تعليم المواطنة في سلوفينيا مجالاً دائم التطوُّر، تشارك فيه مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة والمؤسسات. وعلى هذا المنوال، يمكن اعتباره بشكلٍ عام نطاقًا يشمل العديد من البرامج والأنشطة، وكذلك الدورات التدريبية التي تنفذها بشكلٍ أساسي منظمات المجتمع المدني وبالطبع تلك التي تندرج في إطار التعليم الرسمي. وعلى الرغم من أنَّ المجتمع المدني يحظى لهذا السبب بدورٍ مهم، إلا أنَّ تعليم المواطنة في سلوفينيا كثيرًا ما يرتبط بالتعليم المدرسي الرسمي. وبناءً عليه، ومن أجل استيعاب كيف يتمُّ اليوم النظر إلى تعليم المواطنة وفهمه وإضفاء الطابع المنهجي عليه، ولمعرفة نوعية الدور الذي يلعبه في المجتمع السلوفيني، فلا بد من التطرق بإيجاز إلى تطوره على مدار التاريخ.
بوجهٍ عام، يرتبط تعليم المواطنة بصفةٍ رئيسية بالتعليم الرسمي، ويرجع ذلك إلى الإصلاح المبكر والجذري الذي أجرته سلوفينيا على نظامها التعليمي. وفضلًا عن ذلك، وعلى أساس التصميم التصوري المنصوص عليه في الكتاب الأبيض حول التعليم في سلوفينيا [1]، تبنَّت الدولة تشريعات جديدة تُنظِّم عمل المنظومة التعليمية بأكمها بدءًا من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى مرحلة التعليم العالي [2]. تمَّ إدخال تعليم المواطنة كمادة إلزامية باسم "تربية وأخلاقيات المواطنة" على صعيد التعليم الابتدائي الأساسي بالمدارس مع اعتماد قانون مدارس المرحلة الأساسية عام ١٩٩٦. وأُعيدَت تسمية المادة مرارًا وتكرارًا، وهي الآن تحمل عنوان "ثقافة وأخلاقيات الوطن والمواطنة". لعب كلٌّ من الإطار القانوني الجديد والحقائق الاجتماعية السياسية الجديدة على الصعيد الوطني والأوروبي والعالمي دورًا في الإصلاح الشامل للمناهج الدراسية بمنظومة التعليم، هذا إلى جانب الدور الذي لعبته، ولو بشكلٍ جزئي على الأقل، الرؤى السياسية (الأيديولوجية) المتنافسة حول ما ينبغي أن يكون الهدف الرئيسي لتعليم المواطنة. وعلى هذا الأساس، تمَّ إعداد منهج تعليم المواطنة وتطويره واعتماده وقبوله في عام ١٩٩٩. واستندت أجندة المواطنة التي تمَّ تقديمها خلال فترة إصلاح التعليم العام من عام ١٩٩٦ حتى ١٩٩٩ إلى تراثٍ أوروبيٍّ مُشتَرك من القيم السياسية، والثقافية، والأخلاقية [3].
وفي طور عملية التنظيم المنهجي للتعليم الرسمي في سلوفينيا، تمَّ أيضًا الاعتراف بمادة تعليم المواطنة وقبولها كموضوع يتخلّل عدة مناهجٍ دراسية متضمنة في موادٍ إلزامية أخرى، مثل الجغرافيا والتاريخ، على مستوى المدارس الإعدادية والثانوية العامة. وعلاوةً على ذلك، تمَّ إدخال تعليم المواطنة كمادةٍ غير إلزامية تحمل عنوان مادة "الثقافة المدنية" للصف التاسع وكمادةٍ اختيارية في مدارس الثانوية العامة، في حين يتمُّ تضمين تعليم المواطنة في المدارس المهنية التي تمتد الدراسة فيها لسنتَين أو ثلاث سنوات في مادة العلوم الاجتماعية.
تمَّت الموافقة على إدخال المادة الجديدة المُسمَّاة بـ "المواطنة الفاعلة" في مطلع عام ٢٠٢٠، وسيتمُّ تطبيقها في مدارس الثانوية العامة من العام الدراسي ٢٠٢٠/٢٠٢١ (مع إجراء تعديلات مُحدَّدة لمواءمة مختلف أنواع المدارس). ورغم ذلك، وفي حين أنَّ مادة "المواطنة الفاعلة" ستكون مادةً إلزامية، فينبغي التأكيد على أنَّها ليست مادة "عادية" ولكنها تندرج تحت ما يُسمَّى بمجموعة المواد الإلزامية ذات المحتوى المُقرَّر. وعليه، وفي الغالب، فلن يُنظَر إليها على أنَّها مادةٌ عادية، بل بالأرجح على أنَّها شكلٌ من أشكال العمل التعليمي، كالزيارات الدراسية، وعمل المجموعة غير الرسمي، وما إلى ذلك.
2. تعريف تعليم المواطنة
لا يوجد التعليم المواطنة في سلوفينيا تعريفًا واحدًا يُعترف به رسميًا أو تشير إليه جميع الجهات المعنية في هذا المجال. ومع ذلك، توجد بعض الوثائق الرئيسية والنقاط المرجعية التي يتمُّ استخدامها عادةً عند وضع تعريفٍ له.
يُعتَبر "ميثاق مجلس أوروبا للتربية على المواطنة الديمقراطية والتربية على حقوق الإنسان" مرجعًا شائعًا ومعروفًا [4](اللجنة الوزارية التابعة لمجلس أوروبا ٢٠١٠)، حيث أنَّه يُعرِّف تعليم المواطنة (التربية على المواطنة الديمقراطية) على أنَّه يركز على تزويد الأفراد بالمعرفة والمهارات اللازمة من أجل الممارسة الفاعلة للحقوق الديمقراطية وأداء دورٍ نشط في المجتمع. ومن ثَمَّ، تَستَخدِم هذه المقالة تعريفات التعليم الرسمي وغير الرسمي على النحو الوارد في "ميثاق مجلس أوروبا للتربية على المواطنة الديمقراطية والتربية على حقوق الإنسان". وعليه، يُقصَد بالتعليم الرسمي منظومة التعليم والتدريب بتركيبتها الهيكلية، والتي تمتد من مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية والمرحلة الابتدائية مرورًا بالمرحلة الثانوية ووصولاً إلى الجامعة. ومن ناحيةٍ أخرى، يُقصَد بالتعليم غير الرسمي أيَّ برنامجٍ تعليمي يُوضَع بهدف تحسين مجموعة من المهارات والكفاءات خارج إطار منظومة التعليم الرسمي. وعلاوةً على ذلك، تستعين الجهات الفاعلة المختلفة في مجال تعليم المواطنة في سلوفينيا أيضًا بالتعريفات التي قدمتها المنظمات الدولية الأخرى، كالمفوضية الأوروبية، واليونسكو، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وأخيرًا، توجد نقطة مرجعية هامة لتعريف تعليم المواطنة ودوره ضمن منظومة التعليم الرسمي، وهي تتمثل في منهج المادة الإلزامية المُقرَّرة للمرحلة الإعدادية، أي مادة "ثقافة وأخلاقيات الوطن والمواطنة" (بالصفين السابع والثامن). ينص المنهج في وصف أهداف المواد على أنَّ تعليم المواطنة يجب أن يزود التلاميذ بالتثقيف السياسي، وينمي تفكيرهم النقدي، ويحفز مشاركتهم المباشرة في الحياة الاجتماعية.
3. النظام البيئي لتعليم المواطنة غير الرسمي
[5] وعلى النحو المبين آنفًا في فقرة "المعلومات المرجعية" بهذه المقالة، تعتبر منظمات المجتمع المدني جهات فاعلة لا غنى عنها في مجال تعليم المواطنة، حيث تعمل على توفير التعلُّم والتدريب غير الرسميَّين. يُطوَّر تعليم المواطنة غير الرسمي في سلوفينيا ويُنظَّم بأشكالٍ مختلفة ومن خلال ممارسات متغايرة داخل المجتمع المدني الذي شَهِدَ نموًا كبيرًا بعد الاستقلال، ولا سيما بعد النصف الثاني من التسعينيات، عندما زاد عدد المنظمات غير الحكومية زيادة كبيرة [6]. وفي حين أنَّ بعض المنظمات غير الحكومية تتناول تعليم المواطنة بشكلٍ صريح، تعمد المنظمات الأخرى على تعليم المواطنة بطريقةٍ غير مباشرة، ومنها على سبيل المثال تنظيم العمل التطوعي وغيره من الأعمال المجتمعية التي يتمُّ استيعابها كشكلٍ من أشكال المواطنة النشطة. تُقدّم المنظمات غير الحكومية في الغالب تعليمَ المواطنة غيرَ الرسمي ضمن الأنشطة القائمة على المشاريع التي تمولها الحكومة السلوفينية، أو برامج الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال. وبسبب التنوُّع الكبير في المشاريع المُنفَّذة، فهناك أيضًا عدد كبير من الموضوعات المختلفة المتعلقة بتعليم المواطنة. ومن جملة أمورٍ أخرى، تعتبر حقوق الإنسان، والمشاركة الديمقراطية، والتعليم الشمولي، والمواطنة الفاعلة، إلخ، موضوعات ذات أهمية قصوى. وإلى جانب العمل على تطوير هذه الموضوعات، تسهم المنظمات غير الحكومية بقدرٍ كبير في تطبيق أساليبٍ تعليميةٍ مُبتَكرة وتفاعلية وتشاركية في سلوفينيا تتضمن بشكلٍ مباشر مجموعات مستهدفة مختلفة.
4. البيئة القانونية
إنَّ الأطر الأساسية والوثائق التشريعية لكلٍّ من التنظيم المنهجي الحالي والتعريف الراهن لتعليم المواطنة ضمن التعليم الرسمي تتمثل في "الورقة البيضاء حول التعليم في جمهورية سلوفينيا"، والتي تمَّ اعتمادها في عام ٢٠١١، وقانون المدارس الأساسية لعام ٢٠٠٧، وقانون تنظيم وتمويل التعليم لعام ٢٠٠٨.
تمَّ تحديد مقاصد تعليم المواطنة بوضوح في "الورقة البيضاء حول التعليم في جمهورية سلوفينيا" [7]. وقدمت الورقة اتجاهات جديدة ينبغي أن يتحول نحوها تعليم المواطنة، وأوصت من بين أمور أخرى بإدراج موضوعات العولمة، والتكامل الأوروبي، وريادة الأعمال.
تستعرض المادة الثانية من قانون المدارس الأساسية لعام ٢٠٠٧ (حكومة سلوفينيا ٢٠٠٧) أهداف التعليم الأساسي في سلوفينيا، والتي منها ما يتصل بشكلٍ مباشر بتعليم المواطنة، وهي الأهداف التالية: (١) زيادة الوعي بالمواطنة والهوية الوطنية وتحسين المعرفة بتاريخ سلوفينيا و وثقافتها؛ (٢) التثقيف بشأن القيم الثقافية والمدنية العامة الناشئة من التقاليد الأوروبية؛ (٣) تعليم التسامح المتبادل، واحترام الاختلافات، والتعاون مع الآخرين، واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وبالتالي تنمية الكفاءات المطلوبة للعيش في مجتمعٍ ديمقراطي. كما تمَّ تحديد أهدافٍ تعليمية مماثلة ذات صلة مباشرة بتعليم المواطنة للتعليم الإعدادي والثانوية العامة في قانون تنظيم وتمويل التعليم لعام ٢٠٠٨ (حكومة سلوفينيا ٢٠٠).
5. الجهات المعنية
يمكن تقسيم الجهات المعنية الرئيسية في مجال تعليم المواطنة في سلوفينيا إلى ثلاث فئات: أولاً، الجهات المعنية في مجالات البحث والعلوم والخبرة في الإطار النظري والمفاهيمي لتعليم المواطنة في سلوفينيا؛ ثانيًا، الجهات المنخرطة في التنظيم المنهجي وإعداد مناهج ومحتوى مادة تعليم المواطنة ضمن منظومة التعليم الرسمي؛ ثالثًا، الجهات المعنية في مجال التعليم غير الرسمي، والتي ينصب تركيزها بشكلٍ أساسي على تنفيذ المشروعات والدورات التدريبية المتعلقة بتعليم المواطنة بمعناه الواسع.
أهم الجهات الفاعلة في مجال البحث والعلوم والخبرة في مجال تعليم المواطنة في سلوفينيا هي: معهد البحوث التربوية (ERI)، وكلية العلوم الاجتماعية (جامعة ليوبليانا)، ومعهد الدراسات العرقية، ومجلس أوروبا (مكتب المعلومات التابع لمجلس أوروبا في جمهورية سلوفينيا)، ومركز الأبحاث التابع للأكاديمية السلوفينية للعلوم والفنون [8]. تُجري المؤسسات آنفة الذكر أنواعًا مختلفة من البحوث الوطنية والدولية لتحليل وتقييم محتوى مناهج ومواد تعليم المواطنة ضمن منظومة التعليم الرسمي، وتتولى إعداد المحتوى الجديد وتوصيات التحسين.
في مجال التعليم الرسمي، وزارة التربية والعلوم والرياضة هي الجهة المعنية الأهم بصفتها جهة رئيسية ومركزية مسؤولة عن التنظيم المنهجي لتعليم المواطنة. وتحت الإشراف المباشر للوزارة، يعتبر معهد جمهورية سلوفينيا للتعليم الوطني (NEIS) الجهة المسؤولة عن تطوير وتنفيذ وتقييم مناهج تعليم المواطنة. في عام ٢٠١٩، قيّمت مجموعة الخبراء التابعة للمعهد والمنوطة المنهج الدراسي لمادة "ثقافة وأخلاقيات الوطن والمواطنة" بتحليل وتقييم المناهج الحالية للمادة بالكامل. على اعتبار أنَّ بعض الأجزاء يعتريها الضعف من الناحية المفاهيمية، وأشار فريق الخبراء بوضوح إلى أنَّه ينبغي تنقيح مناهج هذه المادة. وعليه، فمن المرتقب أن تتمَّ مراجعة مناهج المادة في المستقبل القريب.
في مجال التعليم غير الرسمي، هناك العديد من المنظمات غير الحكومية والمبادرات والمنظمات الشبابية والمشاريع التي تركز على تعليم المواطنة بمعناه الواسع. وعلى وجه التحديد، يُعَدُّ كلٌّ من مجلس سلوفينيا الوطني للشباب (MSS)، و "معهد نفيكس"، وهيئة الإذاعة الوطنية "راديو وتلفزيون سلوفينيا"، من بين المنظمات الأكثر شهرةً في مجال تعليم المواطنة على الصعيد غير الرسمي.
6. التحديات
أحد أكثر التحديات إلحاحًا في تعليم المواطنة في إطار التعليم الرسمي يتعلق بكادر التدريس في المادة الإلزامية "تربية وأخلاقيات الوطن والمواطنة" على مستوى المدرسة الإعدادية. ونظرًا لأنَّه يتمُّ تخصيص ساعة واحدة فقط في الأسبوع لتعليم المواطنة، فإنَّ المعلمين الذين يدرّسون المادة يركزون بشكلٍ أساسي على مواد أخرى، كالتاريخ أو الجغرافيا أو اللغة الأم. ونظرًا لعدم وجود متطلبات أو مؤهلات معينة يتعيَّن أن تتوفر لدى معلمي هذه المادة، فغالبًا ما يدرّسها معلمون ليست لديهم معرفة كافية بالموضوعات الخاصة بتعليم المواطنة وليسوا على درايةٍ كافية بأساليب التدريس ذات الصلة بالمادة. وهذا الوضع بحاجة إلى حلٍ منهجيٍّ سريع لضمان تولِّي كوادر التدريس المؤهلة والماهرة دون غيرها مهمة تدريس مادة تعليم المواطنة [9]. أحد سبل الاستجابة الملموسة لهذا التحدي المستمر هو مشروع قيد التنفيذ حاليًا بعنوان "تمكين الكفاءات الاجتماعية والمدنية للكوادر المهنية في التعليم"، والذي يُطبَّق بتمويلٍ مشترك من الصندوق الاجتماعي الأوروبي والميزانية الوطنية. وفي الفترة حتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر ٢٠٢٠، يتمثل هدف المشروف في تعزيز الكفاءات الاجتماعية والمدنية للكوادر المهنية في التعليم.
وهناك تحدٍ آخر يتعلق بالمادة الإلزامية، ألا وهو الجدل المستمر حول الأجندة التعليمية لمادة المواطنة في التعليم العام السلوفيني، ولا سيما فيما يخص إعطاء الأولوية لأهدافها وغاياتها. وأحد هذه الأمور هي مسألة ما إذا كان ينبغي لتعليم المواطنة إعطاء الأولوية للوطنية (وإلى أي مدى). ونتيجةً لهذا الجدل، تمَّ تغيير اسم المادة في عام ٢٠٠٨ من "تربية وأخلاقيات المواطنة" إلى "تربية وأخلاقيات الوطن والمواطنة"، ومرةً أخرى في عام ٢٠١٣ إلى "ثقافة وأخلاقيات الوطن والمواطنة". وكما أشار كوديلجا [10]، كانت إعادة تسمية المادة عملاً سياسيًا لم يُقدِّم الخبراء له المبررات ولم يكن قائمًا على أي بيانات عن إنجازات الطلاب السلوفينيين في التحليل الدولي المُقارِن (دراسة التربية المدنية CIVED والدراسة الدولية الخاصة بالتربية المدنية والمواطنة ICCS). وعلى النقيض، تُظهِر البيانات التجريبية أنَّ التلاميذ السلوفينيين لديهم موقف إيجابي تجاه بلدهم، وذلك أيضًا بالمقارنة مع مواقف التلاميذ في شتى أنحاء العالم [11]. لذا، لم تكن إعادة تسمية المادة مجرد تغييرٍ اصطلاحي، بل كانت أيضًا تغييرًا مفاهيميًّا يهدف إلى التأكيد على المحتوى الوطني – وهي خطوة تشوبها الخطورة في حال التبس فيها مفهوم الوطنية مع القومية أو جرى استيعاب الوطنية على أنَّها مفهومٌ مشابه للقومية [12]. وكمثالٍ آخر على هذه الخلافات المستمرة حول الأجندة التعليمية لتعليم المواطنة يأتي النقاش الذي ظهر على وسائل الإعلام في أثناء عملية تطوير المناهج الدراسية لمادة "المواطنة الفاعلة" بمدارس الثانوية العامة (على اعتبارها مادة إلزامية ذات محتوى مُقرَّر). فمن ناحية، دعمت وسائل الإعلام الأكثر ليبرالية أو اليسارية بشكلٍ عام إدخال مادة "المواطنة الفاعلة" في مدارس الثانوية العامة، بينما هاجمت وسائل الإعلام ذات الميول اليمينية العملية قائلةً إنَّ هذه مجرد أداة أيديولوجية أخرى تستخدمها حكومة الوسط اليساري لنشر نظرتها للعالم وأجندتها الخاصة.
تندرج ضمن إطار تعليم المواطنة غير الرسمي مجموعةٌ كبيرةٌ متنوعة من الجهات الفاعلة وما يضاهيها من المشاريع الصغيرة كثيرة العدد. وفي حين أنَّ لهذه المشروعات أهمية كبيرة من حيث معالجتها للمواضيع المختلفة ذات صلة بتعليم المواطنة، إلا أنَّها في نفس الوقت ضيقة النطاق من حيث مدتها وتأثيرها. وفي هذا الصدد، تدعو الحاجة إلى إجراء تنسيقٍ وتعاونٍ أفضل بين الأنشطة بالغة التنوُّع التي تقدمها مختلف الجهات الفاعلة المنخرطة في مجال تعليم المواطنة. وفيما تقوم المنظمات المختلفة بتنفيذ مشاريعٍ متنوعة ذات صلةٍ مباشرة بهذا المجال، إلا أنَّها نادرًا ما تتعاون فيما بينها (أو على الأقل لا تتعاون بالقدر الكافي) أو يكون لديها أنشطة مشتركة [13].
تتبع المقالة منهجية دراسة الحالة مع التركيز على الأسئلة الوصفية (ما الذي يحدث أو قد حدث؟)، إلى جانب الأسئلة التفسيرية (كيف أو لماذا حدث شيءٌ ما؟) فيما يتعلق بالموضوع الذي يجري التركيز عليه. عند إجراء التحليل، تمَّ جمع وفحص الموارد الأولية (مثل وثائق السياسات، والقانون، وما إلى ذلك) بالإضافة إلى المؤلفات الثانوية والأبحاث الموجودة فعليًّا حول تعليم المواطنة في سلوفينيا. علاوةً على ذلك، ومن أجل الحصول على بيانات عن آخر التطورات في هذا المجال، تمَّت الاستعانة بأحدث "استعراض سلوفيني لمنتصف المدة" حول "التربية على المواطنة الديمقراطية والتربية على حقوق الإنسان" وفقًا لأحكام ميثاق مجلس أوروبا. تم تحليل البيانات المُجمَّعة والمُراجَعة بعد ذلك وتفسيرها وتنسيقها في إطار المقالة بغرض تلبية احتياجات وأهداف هذا المنشور بعينه.
7. الحواشي
[1] كريك، جيه. ١٩٩٥. Bela knjiga o vzgoji in izobraževanju v Republiki Sloveniji [الورقة البيضاء حول التعليم في جمهورية سلوفينيا]. ليوبليانا: Ministrstvo za šolstvo.
[2] كريك، جيه.، وكوفاتش شيبارت، إم. ٢٠٠٨. تعليم المواطنة في سلوفينيا بعد تشكيل الدولة المستقلة. صحيفة العلوم الاجتماعية وفن تعليمها، العدد ٩ (رقم ١)، ص. ٦٨-٨٠.
[3] شيمِنك، إم.، وساردوش، إم. ٢٠١٣. سلوفينيا. في إصدار جيه. أينلي ودبليو. شولز (محرران)، موسوعة الدراسة الموضوعة عن التربية المدنية وتعليم المواطنة (ICCS) ٢٠٠٩: مقاربات للتربية المدنية وتعليم المواطنة في مختلف أنحاء العالم. أمستردام: الرابطة الدولية لتقييم التحصيل العلمي (IEA).
[4] اللجنة الوزارية التابعة لمجلس أوروبا. ٢٠١٠. ميثاق مجلس أوروبا للتربية على المواطنة الديمقراطية والتربية على حقوق الإنسان: التوصية Cm/Rec (٢٠١٠) ص. ٧، ستراسبورغ: دار نشر مجلس أوروبا.
[5] تستخدم هذه المقالة تعريفات التعليم الرسمي وغير الرسمي الواردة في "ميثاق مجلس أوروبا للتربية على المواطنة الديمقراطية والتربية على حقوق الإنسان". وبالتالي، يُعرَّف التعليم الرسمي على أنَّه منظومة التعليم والتدريب بتركيبتها الهيكلية، والتي تمتد من مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية والمرحلة الابتدائية مرورًا بالمرحلة الثانوية ووصولاً إلى الجامعة. ويُعرَّف التعليم غير الرسمي على أنَّه أيُّ برنامجٍ تعليمي يُوضَع بهدف تحسين مجموعة من المهارات والكفاءات خارج إطار منظومة التعليم الرسمي.
[6] راكار، تي.، وديجلان، تي.، وفربيكا، إس.، وكولاريك، زي.، وكرناك-ميجليك، آي.، وناجود، إم. ٢٠١١. Civilna družba v Sloveniji. ليوبليانا: Uradni list Republike Slovenije. [7] كريك، جيه.، وميتلجاك، إم. ٢٠١١. Bela knjiga o vzgoji in izobraževanju v Republiki Sloveniji. [الورقة البيضاء حول التعليم في جمهورية سلوفينيا]. ليوبليانا: Zavod RS za šolstvo.
[8] بوشنيك، تي.، وزافادلاف،آي. ٢٠١١. Analiza stanja na področju državljanske vzgoje v Sloveniji: (analiza enterpriseucionalnega okvira، teoretskih podlag، učnih načrtov učbenikov na področju državljanske vzgoje): raziskovalno poročilo. [تعليم المواطنة في سلوفينيا: تحليل للإطار المؤسسي والخلفيات النظرية ومناهج التدريس والكتب المدرسية في مجال تعليم المواطنة]. ليوبليانا: Fakulteta za družbene vede.
[9] بيكالو، جيه.، ونيوباور، تي.، وإيلك، بي.، وبيزجاك، إس.، وبوبوفيتش، دي.، وباهور، إم.، وزافادلاف، آي. ٢٠١١. Strategija razvoja državljanske vzgoje v Republiki Sloveniji. [استراتيجية تطوير تعليم المواطنة في جمهورية سلوفينيا]. ليوبليانا: Fakulteta za družbene vede.
[10] كوديلجا، زي. ٢٠٠٩. Dopolnitev državljanske vzgoje z domovinsko. Sodobna pedagogika (٦٠)، ص. ٧٠-٨١.
[11] شيمِنك، إم. ٢٠١١. Patriotizem in nacionalizem slovenskih učencev iz perspektive Mednarodne raziskave državljanske vzgoje. Šolsko polje (٢٢)، ص. ١٣٩-١٥٦.
[12] كوديلجا، زي. ٢٠٠٩.
[13] نيوباور، تي.، وموشنيك، إس. ٢٠١٠. Neformalne oblike državljanske vzgoje: raziskovalno poročilo. [تعليم المواطنة غير الرسمي: تقرير بحثي]. ليوبليانا: Fakulteta za družbene vede.